الحياة الحياة، مدرسةٌ عظيمة، نتعلم منها وفيها كل شيء، فمنذ أن يولد الإنسان ويأخذ أولى أنفاسه خارج رحم أمه، تبدأ رحلته مع الحياة، وتبدأ رسالته التي عليه أن يؤدّيها، فالحياة بما فيها من حلوٍ ومرّ، ما هي إلا سفينة العبور التي نمضي بها العمر، وعلينا ان نستغلها جيّداً كي لا تضعنا على الهامش.
حين خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان في هذا الكون، وهبه العقل الذي يعينه على حياته، وجعل له حجةً وسلطاناً على باقي المخلوقات كي يستغلها لصالحة، والحياة بكل ما فيها مسخّرةٍ لأجله، لذلك عليه أن يُحسن استغلالها، وأن يكون على قدر المسؤوليّة التي تؤهله ليكون ناجحاً، وبعيداً كل البعد عن أسباب الفشل، لأنّ العمر لا يتكرّر.
كيفية التعلم من الحياة رغم أنّ الإنسان يولد على الفطرة، ويأتي متعلّماً للكثير من الأشياء، إلا أنّ أكبر دروسه وأكثرها أهميّةً يتعلمها وحده من حياته، وكي يتعلم الإنسان من حياته، عليه أن يهتم بالكثير من الأمور، وأهمها ما يلي:
- التعامل مع أمور الحياة بثقةٍ تامة في النفس، والتخلي عن التردد والشعور بعدم الثقة، والتحرّر من جميع القيود التي نقيّد بها أنفسنا، وتُعيقنا عن التقدم فيها، والاحتفاظ فقط بالأمور الأساسيّة التي أمرنا الله سبحانه وتعالى بها، كي نكون من الفائزين في الحياة.
- أخذ العبرة من الماضي، وعدم الاكتفاء بتذكره فقط، وتعلم الدروس التي تقدمها الحياة بعقلٍ متفتح.
- ممارسة الأعمال التي نشعر أننّا نميل إليها ونحبها، فما من شيءٍ يعلّمنا دروس الحياة أكثر من عمل شيءٍ نرغب به ونحبه.
- الحرص على التزوّد من العلم والمعرفة والثقافة بشكلٍ يومي، فالثقافة والعلم من الاشياء التي تتطوّر في كل لحظة، ومن لا يحرص على متابعتها باستمرار، يفوته الكثير من الأمور في حياته، ويصبح شخصاً جاهلاً متخلّفاً عن الركب.
- القيام بعمل الأنشطة التي تحفّز فينا الإبداع، وتنمّي فينا القدرة على الابتكار، وتطور طريقة تفكيرنا.
- عدم رفع سقف التوقعات من الحياة، والتحليق على مستوى الواقع أو أكثر بقليل، حتى لا نُصاب بخيبة الأمل، والابتعاد عن العجرفة والتكبر والغرور، ورؤية الأمور رؤية واضحة بعيدة عن المبالغة.
- تجنّب العزلة عن الناس، والتعامل معهم وفهم ما يفكرون به، والتعلم من تجاربهم، ومناقشتهم في مجالات حياتهم، سواء في العلم، أو العمل أو الحياة الاجتماعية، لأخذ الخبرة منهم.
- التحلي بالشجاعة، وعدم خوض النقاشات المثيرة للجدل، واجتناب مواطن الشبهات التي تجعلنا ندخل إلى متاهات الحياة.
- تجربة الأشياء الجديدة، وتغيير الروتين، وتحدّي الظروف وعدم الاستسلام أبداً، لأنّ الحياة لا تُحب المستسلمين.
- التعلم من الأخطاء، وعدم لوم النفس كثيراً عليها، وتقدير الفرص المتاحة تقديراً صحيحاً.